[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] رغم
ان تحرير التجارة العالمية سيعزز الاقتصاد العالمي بحوالي 170 مليار
دولار سنويا، فإن فرصة وراء فرصة تضيع امام تحرير التجارة العالمية رغم
الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب دول العالم بلا استثناء لكبير او
صغير. فقد اختتمت الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية اياما ثلاثة
من الاجتماعات المكثفة دون ان تتمكن من التوصل الي اتفاق بشأن »جولة
الدوحة« المتعثرة في ظل تمسك الولايات المتحدة والهند كل بموقفيهما.
الدعم
الحكومي الذي تقدمه الدول للزراعة والمنتجات الصناعية كان هو عقدة
المفاوضات في جنيف وتسببت في خلافات بين الدول الصناعية والدول النامية
فيما يعرف بجولة الدوحة. وتعتبر الولايات المتحدة والهند المسئولتين عن
تعثر المفاوضات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية بسبب خلافاتهما حول دعم
الحكومة الهندية للفقراء من مزارعيها. وقالت وزيرة التجارة الخارجية
الفرنسية آن ماري إدراك إنه يبدو أن جولة الدوحة غير موجودة علي الأجندة
الأمريكية بشكل كامل. وأضافت انه منذ انهيار المفاوضات في يوليو 2008
فإن الأزمة لم تخف حدتها. واجتمع في جنيف علي هامش المؤتمر الوزاري
الممثل التجاري الأمريكي رون كيرك مع وزير التجارة الهندي أناند شارما
أكثر من مرة طالب فيها كيرك الدول النامية بفتح أسواقها. لكن شارما أكد
أن هناك مسائل عالقة يجب معالجتها خاصة مثل تجارة القطن.أما وزير التجارة
البريطاني جاريث توماس فأعرب عن استياء بلاده بسبب عدم التوصل إلي اتفاق
تكون أساسه جولة الدوحة. وأشار إلي أنه في حال عدم التوصل إلي تقدم سريع
فإن الدول لن تستطيع تحقيق الهدف الموضوع للتوصل إلي اتفاق نهائي في عام
2010 .
ويعد هذا أول اجتماع بهذا الحجم للمنظمة منذ اربعة اعوام.
وهو الاجتماع الوزاري السابع للمنظمة الذي يضم مسئولين كبارا من العالم
اجمع بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والصين والهند
والبرازيل وجنوب افريقيا خصوصا للمرة الاولي منذ اجتماع هونج كونج في
2005.
وأتاح اجتماع جنيف للدول الاعضاء الـ153 في المنظمة التي
تشرف علي التجارة العالمية "استعراض طريقة عمل المنظمة ككل وكيفية تطبيق
القواعد"، كما اوضح مدير المنظمة پاسكال لامي." في حين تم وضع
الموضوع الرئيسي لمنظمة التجارة العالمية، وهو جولة مفاوضات الدوحة
لتحرير المبادلات التجارية جانبا. و كان لامي قد توقع "ان يبحث
الوزراء في سبل انجاز جولة السنة المقبلة" كما وعدوا مرارا. وقد وجهت
مئة دولة نامية نداء عشية الاجتماع بيانا اوضحت فيه "ان كل الدول
الاعضاء في منظمة التجارة العالمية، النامية منها والمتقدمة، في موقع
يسمح لها" بالدفاع عن التعددية". واقر وزير الخارجية البرازيلي سيلسو
اموريم بأن "هناك دولة محددة تمنعنا من احراز تقدم"، لكنه لم يشأ
تسميتها. الا ان دبلوماسيا من امريكا اللاتينية رفض الكشف عن هويته قال
بصراحة "اننا نفتقر بشكل جلي الي موقف اكثر وضوحا من الولايات
المتحدة".وتابع "ان الاجتماع الوزاري ينبغي ان يسمح بتشديد الضغط"
علي ادارة الرئيس باراك اوباما التي تواجه كونجرس ذا غالبية ديموقراطية
مناهضة علنا للتعددية التجارية. وقال "ينبغي مساعدتهم علي اثارة عملية
داخلية"، مشيرا الي ان الضغوط الخارجية كانت مجدية في بعض المواضيع
مثل ملف المناخ. من ناحيته حذر پاسكال لامي مدير منظمة التجارة
العالمية في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية من ان الوقت ينفد أمام امكانية
التوصل الي اتفاق لتحرير التجارة العالمية. وأضاف ان الوزراء المشاركين
في الاجتماعات يواجهون الآن "لحظة الحقيقة" وعليهم اتخاذ قرار بشأن
التوصل الي اتفاق تحرير التجارة خلال الموعد المحدد. واعترف بأنه مازالت
هناك مفاوضات شاقة قبل الوصول الي نهاية ناجحة لجولة مفاوضات الدوحة.
ويري
مراقبون ان قادة الدول الكبري لم يظهروا استعدادا للرهان علي مستقبلهم
السياسي. واكد بعض الخبراء المستقلين ان "من الخطأ ربط عقد المؤتمر
الوزاري باتمام جولة الدوحة في نهاية 2010" لان الدول الغنية بعيدة كل
البعد عن الرغبة في رفع الدعم الزراعي. فالولايات المتحدة مثلا لن تغامر
برفع الدعم عن القطن، الذي يسيطر عليه 200 مزارع امريكي ، من
اجل توفير لقمة العيش لملايين من الفقراء في مالي وتشاد والنيجر وبوركينا
فاسو، وهذه الدول التي تعتاش اساسا علي زراعة القطن ، كانت سببا
رئيسا في إفشال المؤتمر الوزاري الذي انعقد في كنكون سابقا. وقال
الباحث من المركز العالمي للابحاث امبرتو ماتزي في وقت سابق" ان الهدف
السري من المفاوضات في المؤتمر الوزاري الذي سيعقد "هو لفتح الاسواق
امام السلع الدولية وتسويق التبادلات الدولية، التي لا تنتمي الي دولة
ما، لكن من دون شك تتحكم بها الدول المتقدمة. من جهة ثانية تعي الدول
النامية ودول الاقتصاديات الناشئة مثل الهند والصين والبرازيل، تماما
عدم العدالة في التجارة الزراعية العالمية، كما تعي ان الدعم الزراعي في
الدول الغربية حول الغرب الي المصدر الاساسي للسلع الزراعية، وتنافس
بهذا الدعم المنتجين المحليين ،ما يؤخر في تكوين رءوس الاموال لتلك
الدول الساعية للتنمية. كما ان الازمة المالية ساهمت في ادخال جولة
الدوحة التنموية الي عامها التاسع، وذلك دون أفق واضح نحو التحرير
التجاري قبل عام 2010 وهو الموعد المتفق عليه في مؤتمر هونج كونج
لاتمام جولة الدوحة. ولا يتوقع الخبراء إتمام جولة الدوحة قبل عام
2012 .